مسرح الطفل
يوجد العديد من
الألوان الأدبية التي يمكن تناسب الطفل وتجذبه وتكون شديدة التاثير فيه ، كالقراءة
والسياحة واللعب .ولكن يظل مسرح الطفل هو الفن المناسب والاكثر تفاعلا
لتنفيذ ايديولوجيات المجتمع دون عناء ،فهو يساهم فى توجيه الرسالة المجتمعية للطفل
منذ البدايات الأولى ويساعده على تذوق ثقافات الجمالية والتاثر بها .
فمفهوم مسرح الطفل : هو ذلك المسرح الذي يخدم الطفولة سواء قام به الكبار أو
الصغار مادام الهدف هو امتاع الطفل والترفيه عنه وإثارة معارفه وخبراته وحسه
الحركي أو أن يقصد به تشخيص الطفل لأدوار تمثيلية ولعبية ، ومواقف درامية
للتواصل مع الكبار أو الصغار .
ونقف هنا امام نوعين من
المسرح الذى يقدم للطفل
اولا :مسرح الطفل الذى
يقدمة الطفل للطفل
ويعني هذا أن الكبار
يؤلفون ويخرجون للصغار ماداموا يمتلكون مهارات التنشيط والإخراج وتقنيات إدارة
الخشبة ، أما الصغار فيمثلون ويعبرون باللغة والحركة ويجسدون الشخصياتويعد اكثر
جاذبيه للطفل المتلقى .
ثانيا : مسرح الطفل الذى
يقدمة الكبار للطفل
وهذ يعنى ان الكبار
يؤلفون ويخرجون ويمثلون للطفل وعادتا يكون اكثر حرفيه واتقان من حيث الامور الفنية
للعمل وخاصة مهارات الممثل الا ان النوع الاول يظل مؤثرا بدرجه اكبر فى الطفل
لاقترابة من الممثلين واحساسه انهم مثله ويحملون نفس قضيته بصدق .
ويقوم المسرح بعدة وظائف هامة فى حياة الطفل فهو
1- ترفيهى : يجذب المسرح
الطفل لما به من عناصر جاذبه من ملابس وحكاية وضوء ووديكور فيجعل الطفل يقضى وقته
مستمتعا الى جانب استقبالة للرسالة الموجهة اليه وعادتا تكون رسالة تربوية تضيف
لخبراته الحياتية .
2-تعليمى : حيث يستخدم
المسرح فى تبسيط المناهج من خلال مسرحة المناهج ويعد من اكثر طرق التدريس جاذبية
للاطفال
3- ينمى مهارات وقدرات
الطفل : مشاركة الطفل فى النشاطالمسرحى تجعل منه فرد متعاون مع اقرانه وقادر على
تقبل الغير وايضا تحمله المسؤلية وتجعله اكثر تذوقا للفن
كما انها تنمى مهاراته
الابداعية فى مساعدة المخرج او الاخائى فى اختيار النص او كتابته او ملابس العرض
او الموسيقى .
ينمى المسرح المهارات
الاجتماعيى للطفل من خلال تعلمه الثقة بالنفس والتفاعل مع افراد المجتمع ..
و فى
هذا الكم الهائل من المنافع الذى يقدمها المسرح للطفل يقول ( مارك توين ) إن
مسرح الأطفال يعد من أعظم الاختراعات في القرن العشرين ، إنه أقوى معلم للأخلاق ،
وخير دافع إلى السلوك الطيب اهتدت إليه عبقرية الإنسان ..ـ) .
ونستطيع أن نسال
سؤال يدور في الاذهان :
هل هناك ضرورة ملحة لوجود
نوع خاص من المسرح معني بالطفل وقضاياه ينفرد بخصائص وأساليب وآليات وتقنيات تختلف
في جزء كبير عن تلك التي عرفها مسرح الكبار ؟.
إن
( مسرح الطفل ) هو نوع من " التربية " في معناها العام ، وهو نوع من
" الصناعة " صناعة الأجيال وإثبات الذات . ولكن علينا – كي يكون العمل
متكاملاً – أن نغوص غوصاً في عالم الطفولة ، حتى نتعرف الأساسيات الصحيحة التي
ينبغي أن يبنى عليها العمل المسرحي للطفل وبقراءة متأنية صابرة في مجال علم نفس
النمو لدى الإنسان ، وجدنا أن هناك مطالب للنمو عند الأطفال واحتياجات أساسية له ،
ينبغي معرفتها قبل البدء في العمل المسرحي حتى نكون على بصيرة من العمل .
وهناك سؤال يبدو ساذجاً
أو بسيطاً ، ولكن في حقيقته له أبعاده.
هل يختلف مسرح الطفل عن
مسرح الكبار ؟.
ليس من اليسير الإجابة على هذا السؤال بإجابة قاطعة ، بل إن الأمر يتعدى ذلك إلى
نوع من التعمق ، وإثارة التساؤلات الملحة والمتتابعة ، ويمكن طرح السؤال بطريقة
أخرى حتى تتضح الصورة بكامل جوانبها .
هل الطفل بمعزل عن مجتمعه
؟ وعند الاجابة عن هذا السؤال تتضح الرؤية، وتتبدد ظلمات الغموض ، فالطفولة كما
أسلفنا هي اللبنة الأولى للمجتمع تحتاج إلى رعاية وتوجيه ، هي زرع يحتاج إلى أن
يروى بماء طاهر صحي غير ملوث لا تدنسه الشوائب ، حتى يؤتي ثماره طاهرة نقية ، ولا
يمكن أن نغفل طبيعة هذا الزرع ... نعرف أسراره وخصائصه . فمفهوم مسرح الطفل
، هو ذلك المسرح الذي يخدم الطفولة ، أو هو نوع من الأدب الذي يخدم الطفولة ، وليس
– بطبيعة الحال – هو المجال الوحيد الذي يخدم الطفولة ، وإنما هو جانب من الجوانب
، ويخدم الطفولة سواء أقام به الكبار أو الصغار أنفسهم طالما أن الهدف محدد وواضح
، والوسيلة في إطارها الصحيح . فالهدف هو الامتاع ، والترفيه ، وإثاره المعارف
والوجدان ، وقد يقوم به الكبار بلغة الصغار ، وقد يقوم به الصغار بلغة الكبار ،
فهو يعتمد تارة على التقليد والمحاكاة وتارة على التلقين المقصود ، وأخرى على
الإبداع الفني والانتاج الجمالي .
فهل يؤلف الكبار
للصغار ؟ أو أن يترك الصغار لخيالهم ؟.
لا
شك أن تأليف الكبار للصغار هو من باب عملية تحديد الاطار للعمل المسرحي ، أي أن
نجعله في إطار هادف ومحدد ، في إطار بث مفاهيم وسلوكيات معينة وفق ضوابط دينية
واجتماعية وعُرفية وبيئة بهدف التقليد والمحكاة ، وضمان عدم الخروج عن هذا الاطار
، وترك المجال أمام الأطفال لابداعاتهم الفنية وفق أخيلتهم ورؤاهم ، أي أن المسرح
يقوم بعلمية تربية ، فهو يؤدي هنا دوراً تربوياً
وتعد عملية تشجيع الطفل
على التاليف وكتابة النص او وضع فكرته تعد عملية ابداعية مزدوجهحيث انها تساهم فى
تنمية خيالة واخراج ما بداخلة من مكنونات ذاتية وايضا تنمية المهارات الابداعية فى
الكتابة ولابد من ان يتم ذلك تحت اشراف الكبار من اول خطوة فى العمل للتوجيه
الصحيح والاستفادة من التجربة .
فالاطفال نعمة الله ،
وقلوبهم الطاهر جوهرة ساذجة تخلو من النقوش ، غير أنها قابلة لأن ينقش فيها أي شيء
يراد ، فإن علمنا الطفل الخير نشأ عليه ، وسعد به في الدنيا والآخرة ، وإن عُودناه
الشر وأهملت تربيته شقي وهلك ، ويكون المسؤل امام الله هو من يزرع القيم
والمبادئ فى النشئ من خلال مختلف السبل سواء كان التعليم او الاعلام او
المسرح وغيرهم فاللهم وفقنا لما فيه الخير والصواب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق